البلاغة - الإنشاء الطلبي - النداء
الإغراء : الحث على طلب الأمر الذي يُنادى له، كقولك لإنسان أقبل يتظلّم من شيء وقع له، تقول له: "يا مظلوم تكلّم!". فأنت تريد بهذا النداء أن تغرِيَه، وأن تحثَّه على أن يبثَّ شكواه، وأن يُظهر ما تظلّم منه. و"النداء" هنا لا يكونُ لطلب الإقبال، لأنَّ الإقبال حاصل، لأنَّ الإنسان الذي تتحدثُ أمامه يكون أمامك مباشرة وجاء يشكو لك. . فأنت لا تقول له: "يا محمد" أو "يا علي"، وإنما تقول له: "يا مظلوم، تكلمْ!".
الاختصاص، وهو: تخصيص حُكم عُلّق بضمير باسم ظاهرٍ صورتُه صورة المنادى. كما تسمع من يقول: "أنا أفعل المعروف أيُّها الرجل"، وأصلها: "يا أيها الرجل"، و"نحن نقول الحقَّ أيها القوم"، وتقول أيضاً: "اللَّهم اغفر لنا أيتها الجماعة".
الاستغاثة هي: طلب الغوث والإعانة في أوقات الحاجة والشدة، كما تقول: "يا الله!" أي: أقبل علينا لإغاثتنا في وقت الحاجة والشدة.
و"النُّدبة" قالوا في تعريفها هي: نداء المتوجَّع منه أو المتفجًّعِ عليه، كما تقول عندما يصيبك الصداع مثلاً: "وا رأساه!"، "وا عيناه!"، "وا قلباه!".
"التعجب" يكون في كلّ شيء كان على خلاف المألوف، أو لا يَعرف الإنسان له سبباً، كقولك وقد شربتَ ماء بارداً حلواً تقول: "يا لَلماءِ!"، فتتعجَّب من حلاوة الماء ومن برودته.
التحسر والتحزن ،أي: إظهار الحسرة وإظهار الحزن، وذلك في مقامات نداء الأطلال والمنازل، والمطايا، والقبور والأموات، والويل والحسرة؛ فهذه كلُّها مقامات يكون الغرض فيها من "النداء" إظهارَ "الحسرة والحزن". وذلك يبدو في نداء كلِّ ما هو غير حيٍّ ولا عاقل.