قصيدة مؤثرة عن الموت
ليس الغريب غريب الشام و البلد إن الغريب غريب اللحد و الكفن
إن الغريب له حق لغربته حق على المقيمين فى الاوطان و البلد
دعنى أنوح على نفسى واندبها و اقطع الدهر فى التسبيح و العبر
دعنى اسح دموع العين أرسلها فيا عسى عبرة منها تخلصنى
أنا الذى أغلق الابواب مشتهدا على المعاصى و عين الله ترقبنى
دنا الرحيل فقلت لنفسى يا أسفاة كيف الرحيل و ذنبى قد تقدمنى
و قد أتوا بطبيب كى يعالجني و ما أرى الطبيب اليوم ينفعنى
و قد أتى هادم اللذات يجذبها من كل عرق بلا رفق و لا هون
و استخرج الروح منها فى تغرغرها و كان ريقى مريئا حين أخرجنى
و صار أحب الناس فى عجل نحو المغسل يأتينى يغسلنى
فجاء منهم رجلا فجردنى من الثياب جميعا و أعرانى وغسلنى
و أسكب الماء من فوقى و غسلنى غسل الممات و ناد القوم بالكفن
و حملونى على الاكتاف أربعة من الرجال و خلفى من يشيعنى
و قدمونى إلى المحراب و انصرفوا خلف الامام فصلى ثم ودعنى
صلوا على صلاة لا ركوع لها و لا سجود لعل الله يرحمنى
و أنزلونى على قبرى على مهل و قدموا واحدا منهم على يلحدنى
و كشف الثوب عن وجهى لينظرني و أسكب الدمع من عينى و قبلنى
و قال هيلوا عليه التراب و اغتنموا حسن الثواب و كل الناس مرتهنى
فى ظلمة القبر لا أم تصاحبنى و لا رفيق بذات اللحد و الكفن
من منكر و نكير ما أقول لهم و قد هالنى أمرهم جدا فأفزعنى
و اجلسونى و جدوا فى سؤالهم مالى سواك إلهى من يثبتنى
يا نفسى كفى عن العصيان و اغتنمى فعلا جميلا لعل الله يرحمنى
يا نفس ويحك توبى و اعملى حسنا عسى تجازين بعد الموت بالحسن