عُمان وبدايات الإسلام
مع ظهور الإسلام ، كان عبد وجيفر إبنا الملك الجلندى المعولي يحكمان عُمان . وقد أرسل اليهما الرسول صلى الله علية وسلم كتابا حمله عمرو بن العاص طلب إليهما اعتناق الدين الإسلامي ، والتاريخ المضبوط لهذا الكتاب موضع جدل ، ( السنة السادسة أو الثامنة للهجرة ) ولكن يبدو أن الأصح هو السنة السادسة للهجرة .
لم يواجه مبعوث النبي صلى الله علية وسلم ، عمرو بن العاص صعوبات في اقناع حاكمي عمان بنبوة محمد ورسالتة الاسلامية ، واعتنق الاخوان عبد و جيفر الدين الإسلامي دون تحفظ ولم ينقضٍ إلا قليل من الوقت حتى كان سكان عمان قد اصبحوا مسلمين وبهذا القبول الطوعي تميزت عمان عن بقية المناطق العربية وغيرها . وهكذا احتلت عُمان والعمانيون مكانة خاصة في تاريخ بدايات الإسلام ، ولا سيما وأن اعتناقهم الإسلام واكب طردهم للفرس نهائيا من عمان .
وبموجب تعليمات الرسول صلى الله علية وسلم بقي عمر بن العاص في عمان لينشر الدين الاسلامي ويشرف على تطبيقه ، ولم يغادر البلد الا على اثر وفاة الرسول صلى الله علية وسلم ، وكان الرسول صلى الله علية وسلم قد بارك عمان وحفظ لها مكانة خاصة في نفسه ، ويدل ذلك من الأحاديث النبوية المذكورة في مؤلفات المؤرخين والعلماء العُمانيين ، حيث أثنى عليه الصلاة والسلام على تعلق العمانيين بالاسلام واحترامهم لشرائعه . ومن اقوال الرسول عندما علم باعتناق العمانيين الطوعي للإسلام حرفيا : ـــ
( طوبى لمن آمن بي ورآني ، وطوبى ثمّ طوبى لمن آمن بي ولم يراني ولم ير من رآني ، وإن الله سيزيد أهل عُمان إسلاما )
وبعد النبي صلى الله علية وسلم أشاد ابوبكر الصديق ايضا بالعمانيين حيث قال بمناسبة عودة عمرو بن العاص من عمان متوجها إلى العمانيين الذين صحبوا عمرا : ( أي فضل أكبر من فضلكم وأي فعل أشرف من فعلكم وكفاكم قول رسول صلى الله علية وسلم شرفا يوم المعاد ) وفيما بعد وخلافا لما كان متبعا ، أعفى الخليفة أبو بكر العمانيين من دفع الضرائب إلى بيت مال المسلمين . وقد وزعت هذه الضرائب على فقراء عمان تحية لأهلها . وقد لعب العمانيون منذ فجر الاسلام دورا فعالا في تثبيته ونشره ، وأسهموا في قمع حركات المتمردين كما شاركوا لاحقا في نشر الاسلام في آسيا وأفريقيا وعملوا على توطيده في شمال إفريقيا .
وتمتاز عمان بعدد من العلماء الذين قدمتهم ، منذ وقت مبكر جدا للإسلام وبنوعيتهم .
ومن ابرز الشخصيات الاسلامية العمانية يمكن ذكر قاضي الخليفة عمر بن الخطاب في البصرة ( كعب بن سور ) والمهلب بن ابي صفرة الذي انقذ البصرة من جماعه الازارقة المتطرفة ، وقد قاتل المهلب بن ابي صفرة تسع عشرة سنه حتى تمت تصفيتهم في زمن الحجاج ( والي الامويين ) إلى درجة أسميت معها البصرة ( بصرة المهلب ) وفضلا عن ذلك فإن اسهام العلماء العمانيين هو وراء ما كان لهذه الحاضرة من اشعاع لا يمكن اهماله